الكتابُ رحلةٌ علميّة في لغة نهج البلاغة، يكشف طبقاتها الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة والدلاليّة والبلاغيّة، عبر تحليل عهدِ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب لمالك الأشتر. يقدّم المؤلّف صورةً بديعة للحاكم العادل كما رسمها الإمام، فيوصله بالقيم الإنسانيّة الرفيعة: الرحمة بالرعيّة، ونُبل الإدارة، وتحمّل المسؤوليّة بوصفها تكليفًا لا تشريفًا. يعرض الكتاب سُمُوّ العهد الشريف بوصفه دستورًا للحياة، ونموذجًا أخلاقيًّا سبقَ القوانين الحديثة، مستشهدًا بمواقف الإمام في العدل والمساواة وتكريم الإنسان. ويُبرز كذلك لمعانَ الأسلوب العلويّ، بما فيه من فصاحةٍ، وإحكام تركيب، وعمق دلالة. ثمّ ينتقل إلى تحليل لغويّ منهجيّ، يجعل النصّ سوقًا تُطبَّق فيها علوم العربيّة كلّها، ليغدو العهد الشريف مدرسةً في اللغة كما هو مدرسةٌ في الحُكم. والكتاب في مجمله دعوةٌ إلى قراءة النهج لا بوصفه تراثًا ساكنًا، بل حيًّا ينهض بالأخلاق والعقل والإنسان في كلّ عصر.