يقدّم كتاب «المجاز اللغوي في كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب» دراسة معمّقة لبنية المجاز في نهج البلاغة، فيبدأ بتوضيح مكانة المجاز في البلاغة العربية، ودوره في توسيع طاقة التعبير وإضفاء الحيوية على النص. ثم ينتقل إلى تحديد مفهوم المجاز كما استقر في كتب اللغة والبلاغة، ممهّدًا لتطبيقاته في خطب الإمام علي (عليه السلام). ويتوقف عند المجاز المرسل بأنواعه المتعددة، كالعلاقات السببية والجزئية والكلية والزمنية، مبينًا كيف تتجاوز الألفاظ معانيها الأولى لتفتح آفاقًا دلالية أرحب. ويبرز الكتاب جماليات هذه العلاقات في تصوير القضايا الشرعية والفكرية، وقدرة الإمام (عليه السلام) على تطويع اللغة بما يجعلها أداة نابضة بالإيحاء والتأثير. ثم يتناول الاستعارة بصورها المتنوعة، من استعارة المحسوس للمعقول والمعقول للمحسوس، إلى الاستعارات الأصلية والتبعية والتخييلية، وما تمنحه من طاقة تصويرية تحوّل المعنى إلى صورة حيّة متحركة. كما يهتم بتحليل دور التناص القرآني واللغوي في إثراء المجاز، وربط النص بأصوله الدينية والثقافية. وفي الختام، يبين أن المجاز في نهج البلاغة ليس مجرد تجميل لغوي، بل هو نافذة تكشف عمق الفكر وروح الخطاب، ودليل على براعة الإمام علي (عليه السلام) في نسج لغة تجمع بين الدقة والجمال في أرقى صور البيان العربي.