الحلقة الثالثة
بقلم السيد نبيل الحسني الكربلائي
«الْحَمْدُ الله الدَّالِّ عَلَى قِدَمِه بِحُدُوثِ خَلْقِه - وبِحُدُوثِ خَلْقِه عَلَى وُجُودِه - وبِاشْتِبَاهِهِمْ عَلَى أَنْ لَا شَبَه لَه» وصلواته التامات الزاكيات على «محمد عبده ورسوله، دعا إلى طاعته وقاهر أعداءه جهاداً عن دينه، لا يثنيه عن ذلك اجتماعٌ على تكذيبه، والتماسٌ لإطفاء نوره»، وعلى اهل بيته «أساس الدين وعماد اليقين»
تكشف النصوص التاريخية والسيرية التي تناولت مأساة الإسلام ورزيته في قتل ابن بنت رسول الله(صلى الله عليه واله) وسبي أخواته وبناته، أن عددهن أحدى عشر امرأة كلهن بنات أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، فيما لو كانت أم كلثوم التي تناولنا سيرتها في المقال السابق هي في الحقيقة امرأتين، الأولى اخته والثانية شقيقته، ليكون بذلك للإمام الحسين عليه السلام شيقتان، وهما أم كلثوم والعقيلة زينب(عليهما السلام)، أما بقية النساء فجميعهنَّ أخواته، وهنَّ على النحو الآتي:
3: السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب عليه السلام
ذكر ابن حبيب البغدادي (المتوفى سنة 245هـ) وأبو الفرج الأصفهاني اسمها في ترجمته لعبد الله بن مسلم بن عقيل([1])، وهو خلاف المشهور في كونها زوجة لمسلم بن عقيل، ولعلها كانت مع أخيها الإمام الحسين عليه السلام، فاشتبه على الرواة بينها وبين أختها زينب الصغرى.
ولعل هناك غيرهن في ركب الإمام الحسين عليه السلام إذ عدم ذكر أسماء بعضهن لا يعني عدم وجودهن.
4 ــ خديجة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام
ومما يدل على وجودها في كربلاء وإنها خرجت مع أخيها الحسين عليه السلام هو أنها كانت متزوجة من عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب([2])، الذي خرج مع سيد الشهداء وكان ممن استشهدوا يوم عاشوراء قتله عمر بن خالد بن أسد الجهني (لعنه الله)([3]).
5 ــ رقية الصغرى بنت علي أمير المؤمنين عليه السلام
ذكر ابن حبيب البغدادي أنها كانت متزوجة من محمد بن عقيل بن أبي طالب([4]).
ومما يدل على إخراجها إلى كربلاء استشهاد ولدها جعفر بن محمد بن عقيل في حمل آل أبي طالب يوم عاشوراء([5]).
6 ــ أم هانئ بنت علي بن أبي طالب عليه السلام
ذكر ابن حبيب أنها كانت عند عبد الله بن عقيل بن أبي طالب([6])، ولقد ذكر ابن شهر آشوب أنه كان ممن استشهدوا يوم الطف مع الإمام الحسين عليه السلام([7])، وهذا يدل على وجودها مع زوجها وأخيها في كربلاء.
7 ــ أم الحسن بنت علي بن أبي طالب عليه السلام
ذكر البلاذري وابن حبيب وغيرهما أنها كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي، ثم تزوجها جعفر بن عقيل بن أبي طالب عليهما السلام([8])، الذي استشهد يوم الطف، مما يدل على وجودها معه([9]).
أما بقية أخوات الإما الحسين اللاتي خرجنَّ معه الى كربلاء وهنّ : رملة وزينب الصغرى وزينب الكبرى الملقبة بعقيلة بني هاشم (عليهن السلام)، فسنتناول سيرتهن لاحقاً.[10]
الهوامش:
([1]) كتاب المحبر ، ابن حبيب: ص56؛ مقاتل الطالبيين، الاصفهاني: ص63؛ شرح الأخبار ، القاضي المغربي: ج3، ص195؛ بحار الانوار، المجلسي: ج42، ص93.
([2]) المحبر لابن حبيب البغدادي: ص56؛ أنساب الأشراف، البلاذري: ص194.
([3]) مقاتل الطالبيين ، الأصفهاني: ص61؛ إبصار العين،
السماوي: ص92؛ أنصار الحسين، مهدي شمس الدين: ص151؛ الإرشاد، المفيد: ج2، ص107.
([4]) المحبر، ابن حبيب: ص56.
([5]) المناقب ، ابن شهر: ج3، ص259؛ مقاتل الطالبيين، الاصفهاني: ص62؛ مقتل الخوارزمي: ج2، ص47؛ مستدركات علم رجال الحديث، الشاهرودي: ج2، ص208.
([6]) المحبر: ص56.
([7]) المناقب ، ابن شهر: ج3، ص259؛ أنصار الحسين لشمس الدين: ص134.
([8]) أنساب الأشراف، البلاذري: ص193؛ المحبر: ص56.
([9]) تاريخ الطبري: ج4، ص341؛ معجم رجال الحديث، السيد الخوئي: ج5، ص50.
[10] لمزيد من الاطلاع ، ينظر: سبيا آل محمد(صلى الله عليه واله)، السيد نبيل الحسني: ص119 ط1 العتبة الحسينية