يتضمن هذا الكتاب مخلوقا صغيرا في حجمه كبيرا في خلقه ألا وهو النملة، إذ على الرغم من كثرتها وتنوعها وتواجدها في الجبال والصحراء، وداخل البيوت، لا تحظى باهتمام عامة الناس، لكن من يدقق النظر في خلقها وما اشتملت عليه من سمات جعلها تبدو عجيبة للغاية وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له يصف هذه المخلوقات بقوله: «ألاَ تَنْظُرُونَ إِلَى صَغِيرِ مَا خَلَقَ اللهُ، كَيْفَ أَحْكَمَ خَلْقَهُ، وَأَتْقَنَ تَرْكِيبَهُ، وَفَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَسَوَّى لَهُ الْعَظْمَ وَالْبَشَرَ!. انْظُرُوا إِلَى الَّنمْلَةِ فِي صِغَرِ جُثَّتِهَا، وَلَطَافَةِ هَيْئَتِهَا، لاَ تَكَادُ تُنَالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ، وَلاَ بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكَرِ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلَى أَرْضِهَا، وَصَبَتْ عَلَى رِزْقِهَا...»، وانطلاقا من هذا القول جاء هذا الكتاب ليكشف أسرار خلقها، وعجيب صنع الله سبحانه الذي أودعه فيها.