يتخذ هذا الكتاب من عجيب خلق الجراد أساسا ليبين عظيم قدرة الخالق من خلال ما جاء في وصف الجراد على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة، فهي صنف من الحشرات المؤذية التي تهابها الزراع لأنها تتلف الزرع، وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى عجيب خلقها، حيث ذكر عينيها الحمراوين وحدقتيها المضيئتين وبيَّن باقي أجزائها، وما أعطاها الله من ميزات خاصة كالحس والإدراك، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِي الْجَرَادَةِ، إِذْ خَلَقَ لَهَا عَيْنَيْنِ حَمْرَ اوَيْنِ، وَأَسْرَجَ لَهَا حَدَقَتَيْنِ قَمْرَاوَيْنِ، وَجَعَلَ لَهَا السَّمْعَ الْخَفِيَّ، وَفَتَحَ لَهَا الْفَمَ السَّوِيَّ، وَجَعَلَ لَهَا الْحِسَّ الْقَوِيَّ، وَنَابَيْنِ بِهِمَا تَقْرِضُ، وَمِنْجَلَيْنِ بِهِمَا تَقْبِضُ، يَرْهَبُهَا الزُّرَّاعُ فِي زَرْعِهمْ...)