يتناول كتاب «بنو أمية في نهج البلاغة» الصورة التي رسمها الإمام علي (عليه السلام) لهذه الأسرة في خطبه ورسائله، فيكشف جذور الخلاف التاريخي بينها وبين بني هاشم، ويعرض ما ورد في المصادر والآيات والأحاديث حول نسب بني أمية وما أثير حوله من تشكيك. ويبيّن المؤلف أن العلاقة بين الطرفين اتسمت منذ الجاهلية بالتنافس ثم تحولت بعد الإسلام إلى صراع سياسي واضح، خصوصًا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) حين سعى الأمويون للوصول إلى السلطة بكل الوسائل. ويظهر من خلال النصوص أن دخول أغلبهم في الإسلام كان بدافع الخوف والمصلحة لا الإيمان، وأنهم سرعان ما عملوا على إقصاء الإمام علي (عليه السلام) عن الخلافة. كما يسلط الكتاب الضوء على أساليبهم في الحكم، من استخدام المال والترهيب والخداع وتأويل القرآن، حتى أصبحت الدولة الأموية مثالًا للظلم والاستئثار بالثروة. ويعرض كذلك مواقف الإمام علي (عليه السلام) من ولاتهم، ومحاولته استرجاع أموال المسلمين، وإقامة العدل رغم الظروف السياسية الصعبة. ويتناول الكتاب الاتهامات التي وجّهها معاوية للإمام في مقتل عثمان، وردَّ الإمام عليها بالحجج، إضافة إلى نصائحه لبني أمية وتحذيراته لهم من الانجراف وراء الشيطان. وفي الختام يستعرض رؤية الإمام المستقبلية لسقوط دولتهم على يد العباسيين، مؤكّدًا أن الظلم لا يدوم وأن الحق لا بد أن ينتصر.