.png)
الإصدارات
نحمده تعالى حمد الشاكرين ونصلي ونسلم على نبيه سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وبعد:
فإن طلب البحث العلمي الرصين صعب وبغية ترصين نشره لا يقل صعوبة، ولاسيما مع المجلات المتخصصة التي تنشد وضع بصمة مميزة في تاريخ النشر العلمي، وتبتغي أثرا ذا بال وقيمة علمية مضافة في مكتبة نهج البلاغة ومعارف أمير المؤمنين عليه السلام، ولكننا برغم هذه التحديات الجمة نواصل سبيل التجديد ونتوخى طلبه واختيار النوعية دائما وبحسب ما ذكرنا من سمات لائقة بمجلة المبين التخصصية، ونعد استمرار أعدادها التي بلغت العشرين مع ولادة هذا العدد الجديد سمة مميزة نفتخر بها في المكتبة العلوية ونرجو بها طلب رضى الله تعالى أولا وشفاعة أوليائه محمد وآل بيته الكرام صلوات الله عليهم أجمعين.
وبفضل الله تعالى ورصانة مجلتنا (مجلة المبين) أصبحت مطلبا لأقلام الباحثين وموضعا للبحوث المتخصصة من الأكاديميين نظرا لعمق تحكيمها العلمي، وتنوع ملفاتها مع كل عدد جديد، بسبب كثرة طلب النشر فيها، ولذا تضمنت سياسة النشر تخصيص ملفات مشابهة لافتة للانتباه حول تخصص ما فيما يكتب عن كلام أمير المؤمنين عليه السلام من قضايا لغوية وأدبية وعلوم مختلفة، وإن طغى الجانب الأدبي في علوم العربية من بلاغة ولسانيات ودلالة على الجانب الآخر من العلوم الطبيعية الذي هو القسيم الآخر الذي نسعى إلى تشجيع المتخصصين في العلوم الصرفة للكتابة فيه، فميدانه خصب في نهج البلاغة كالجيولوجيا وعلوم الإدارة، والفلك والصحة العامة، ونحوها، فما حفل به النص العلوي من إنجاز ثر جدير بتدبره واستخراج درره، فهو نص أستقى ـ كما تبين ـ من معين الله وهو القرآن الكريم، ليفتح بذلك بوابة من المعارف لا تنتهي ولا تنضب، في خطبه ووصاياه ورسائله وحكمه، التي نهل منها الأدباء وأخذ منها العلماء ، ولا عجب أن تقام مؤسسات ثقافية وتشيد متاحف وتعقد منصات للتزود مما أثر عنه عليه السلام ، فهو زاد معرفي إنساني ثري وقيمته في الحاجة الفعلية لأبناء هذا الزمان إليه دائما، لذلك ندعو الباحثين من العلوم المحضة إلى الكتابة فيه بهذا الشأن، وفي رياداته المختلفة ، فقد رسم الاستراتيجية السليمة لقيادة الأمة ، فكان رائدا بكل شيء من العلوم في الخطط العسكرية والإدارية والاقتصادية ، والعلوم المحضة، كالفلك والحساب وعلوم الأرض والصحة ، فله في كل ذلك إشارات سجلتها الكتب ووثقتها أقلام العلماء ، ومن هنا تسعى مؤسسة علوم نهج البلاغة ومن خلال مجلتها ( المبين ) إلى سد هذه المساحة الدراسية من البحث في هذا التراث الإنساني الخالد المتمثل في هذا السفر العجيب ، وشحذ الهمم فيه فنهج البلاغة موسوعة شاملة ليست مقصورة على علوم اللغة العربية فحسب، بل حفلت بكثير مما ذكرنا من العلوم الصرفة والإشارة إليها لم تتناولها أقلام العلوم المحضة كما ينبغي بالدرس والتحليل والاستقصاء والاستنتاج والتعليل مما تحتاجه أجيال اليوم من فك عقد هذا العصر الذي نعيشه .
إن مجلة ( المبين ) تستهدف مراكز العلم من جامعات وكليات ومراكز بحث وحوزات علمية مختلفة للتزود من هذا المعين الإلهي الذي اكتنز على درر لم تصلها يد غواص ماهر بعد .
نسأل الله تعالى التوفيق والتسديد في خدمة العلم وأهله ، فنحن على العهد للقاريء الكريم في توخي سبل التجديد النافع وتجنب التكرار، ولذلك نتخير الدراسات التي تقارب هذا الخط ، ونتوخى تقديم ما هو مهم في دراساتها ، فهذه المجلة المختصة بنهج البلاغة وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام أتاحت السبيل لنشر إبداعات مختلفة من الدارسين عسى أن تكون قد أغنت المكتبة بأعدادها الكثيرة المتنوعة ، وما هذا العدد الجديد من مجلة ( المبين ) إلا محاولة جديدة لإضافة نوعية أخرى في سلسلة الدراسات العلوية، سائلين الله تعالى التوفيق فيما نرمي إليه من خدمة أوليائه وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، والحمد لله رب العالمين .
