مجلة المبين العدد الواحد والعشرون

الإصدارات

مجلة المبين العدد الواحد والعشرون

9 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 14-12-2025

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره وسببا لآلائه، والحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإيمان وجعلنا من موالي سيد الأنام وآل بيته الكرام صلوات الله عليهم أجمعين.
بفضل الله تعالى يتم التواصل العلمي في إصدار المجلة التخصصية مجلة (المبين)، فهذا هو العدد الحادي والعشرون من عمرها العلمي المنير، اجتهدنا فيه أن يكون من ضمن فصوله -على وفق خطة المجلة- ملف خاص به ضمّ عنوان (قراءات في المنهج السوي للفرد والمجتمع)، ولا ريب في أن حصد التميز في الأعمال العلمية من نتائج الجدية في العمل، ولعل ذلك لا يكون إلا في ظل الاستمرار في البحث عما هو جديد ونافع وصالح في سوق العلم، فالعلم يوم بضاعة تتزاحم فيها أقلام المبدعين وتفرض نفسها بنفسها على القاريء لأن يقتنيها ويتدبرها في ظل سوق واسعة تعرض فيها شتى الملهيات وأنواع المعارف التي قد تجعل فرص البقاء غير مواتية لكثير منها، ومن هنا تسعى سياسة مجلة المبين بأسرتها كافة إلى البحث عما يميزها من بين أنواع المجلات التي تقدم المادة المعرفية، فاعتمدت الأسس الآتية في عملها: 
أولا: محاولة بين المزج بين الأصالة والمعاصرة في تقديم المادة المعرفية أو قل عصرنة التراث وتكييفه مادة طيعة سهلة بين يدي القاريء. 
ثانيا: ردم الفجوة بين الماضي والحاضر أمام النشء الجديد، وتعريفه بقيمة تراثه وعظمة هويته المعرفية، وإقناعه بأن التأخر في الحاضر لا يعني أن نعيش على هامش الحياة من دون هوية.
ثالثا: إثراء الساحة المعرفية بالأقلام العلمية الواعدة التي تتمكن من مواكبة مشكلات العصر ومحاولة تقديم الحلول لتعقيداته ومعضلاته.
رابعا: تسعى المجلة في عرض ما يمس حاجة المجتمع وإثارته لإيجاد الحلول الواقعية قدر المستطاع، لذلك وضع ملف خاص لكل عدد يتضمن معالجات أدبية أو إدارية أو سياسية أو تاريخية، وهو أمر ليس باليسير مع كل إصدار.
ولا أبالغ إذا قلت إن سر ديمومة مجلة المبين مستمد من ثراء المعارف المحيطة بشخصية أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام، فهؤلاء هدايا الله إلى الإنسانية لا يعرف اكتشاف دررهم إلا الغواص الماهر الذي أعد عدته لاستخراج الكنوز من قعر بحارهم المعرفية في التفسير وفي النقد والفقه والتشريع واللغة، وما المجلة إلا الوعاء الذي يحوي الفكر الرصين، والوثيقة التي تقدم للأجيال اللاحقة من عمل العاملين وإبداع المبدعين.
وهنا نعيد الكرة في توجيه الدعوة إلى مزيد من الجدة والابتكار في مختلف مجالات المعرفة، فما يزال الفكر الخاص بآل البيت المحمدي صلوات الله عليهم بحاجة إلى من يثوره ويقدمه زادا معرفيا لأبناء هذا العصر، وما يزال مجتمعنا بخاصة محتاجا إليهم على صعيد التنظير الأخلاقي وتطبيقاته، والتوجيه التربوي وتسديداته، وتقنيات الإدارة الصحيحة للأسرة والمجتمع، وإعادة بناء الفرد والمجموع، في ظل عالم يموج بالدعوات إلى الابتعاد عن النقاء والصفاء وذوبان الروح في الله، وإحلال محله الاشتغال بالملهيات عما يطور الفرد بعالم اللعب وتضييع الوقت.
وبذلك التوكل على الله تعالى نعقد العزائم وهمنا بناء الإنسان كما أراده الله تعالى ورسله وأولياؤه صلوات الله عليهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين بدءا وختاما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2344 Seconds