نبذة عن الكتاب:
إنّ أوّل أمر ترافق مع مشروع الجَعْل الإلهيّ للخلافة على الأرض هو تكوين الأُسرة، بل إنّ اللّافت للانتباه أنّ الأُسرة سبقت نزول نبيِّ الله آدم إلى الأرض؛ قال تعالى : ﴿وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ فقد حدّد الوحي عُنصرَي الحياة الأُسَـريّة عبر الرجل والمرأة ومنها سِمة الزوجيّة؛ لتكون بذاك شريك الرجل في بناء الحياة، بل هي في الأصل شريك في تكوين مشروع الخلافة الإلهيّة على الأرض ولاسيمّا فيما يتعلّق ببيوت الأنبياء (عليهم السلام)، فاصطفى عَزّ وجَلّ حوّاءَ وآسيا ومريم وأمَّ المؤمنين خديجة، وسيِّدة النساء من الأوّلين والآخرين فاطمة (عليهنّ السلام).
ومن ثَمَّ لم يكن المختصُّون في العلوم النفسيّة والاجتماعيّة والتربويّة والفلاسفة والمفكّرون والمصلِحون قد أوجدوا هذا الاهتمام من فراغ، وإنّما لمرافقة مشروع الأسرة مشروع الأنبياء والمرسلين؛ فكانت من أهمِّ القضايا التي شغلتْ بالَ الإنسان وجُلّ عنايته وموضع سَكَنه وأُنسه وجهاده، بل ونواة وجوده على الأرض.من هنا كانت مادّة الدراسة ومشروع الكتاب هو الممازجة بين معارف بيت عليٍّ وفاطمة (عليهما السلام)؛ والذي هو عينُ بيت النبوّة ومصدَرُه إلى الناس، وبين معارف العلوم النفسيّة والاجتماعيّة والتربويّة التي تخصَّصت في دراسة الأسرة ولا سيمّا علم الاجتماع العائليّ وعلم اجتماع الأسرة.