بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((اذْكُرُوا انْقِطَاعَ اللذّاتِ وَبَقَاءِ التَّبِعَاتِ))
الدعوة إلى موازنة تصرفات الإنسان وأن يفكر ويتأمل جيداً فيما ينوي القيام به من أعمال ممنوعة شرعاً أو عرفاً أو قانوناً بكل ما لها من لوازم تترتب على ذلك العنوان؛ لأنّ خلاف ذلك يجعل الإنسان في وضع حرج وأمام مساءلة ومحاسبة عن تصرفاته الشخصية، بينما لو توازن في تصرفاته ولم يتجاوز الحدود المرسومة بحدود دائرته كإنسان، مسلم، ملتزم، متحضر، مثقف، محافظ على سمعته الاجتماعية -فإذا لم يتجاوز- كان آمناً في هذا المسائلة.
ولذا فالإمام (عليه السلام) يهتف لكل مَنْ يُقْدم على عمل غير لائق: ان يحسب للأمر حسابه ولا ينساق وراء غضبه، شهوته، رغبته مصلحته الشخصية، مراهنته... لأنه لا تراجع بعد الآن لالتصاق التهمة والتَبعة به مهما كان عنوانه الاجتماعي أو محاولاته لسد الأفواه والسّر في هذا الشياع بالرغم من التكتم هو تجرؤه على حُرمات لم يكن مأذوناً له بها فكان جزاءه الفضيحة وشياع الأمر بالشكل الذي لا يخدمه في كثير من الحالات والمجالات.
ومن هذه الدعوة نعرف مدى حرص الإمام (عليه لسلام) على صيانة المؤمن وحفظه عن كل ما يشينه فاستعمل معه أسلوباً يُقِرُ به كل عاقل ويتجنب تبعاته كل إنسان يلتزم بمبادئ، فلا بد من أن فكر ونحسب المردود والمكسب من أي عمل محظور نقوم به، ثم نقارنه مع المردود السلبي من جرائه كالمساءلة الإلهية، أو القانونية، أو الاجتماعية... لنعرف الناتج بأنفسنا([1]).
الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، لمحمد صادق السيد محمد رضا الخرسان: ج1، ص68.