شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (19) قال عليه السلام: أَقِيلُوا ذَوِيْ المُرُوءاتِ عَثَراتِهِم، فما يَعْثُرُ مِنْهُمْ عاثِرٌ إلا ويَدُ اللهِ بيَدِهِ يَرْفَعُهُ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (19) قال عليه السلام: أَقِيلُوا ذَوِيْ المُرُوءاتِ عَثَراتِهِم، فما يَعْثُرُ مِنْهُمْ عاثِرٌ إلا ويَدُ اللهِ بيَدِهِ يَرْفَعُهُ

693 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 25-11-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: أَقِيلُوا ذَوِيْ المُرُوءاتِ عَثَراتِهِم، فما يَعْثُرُ مِنْهُمْ عاثِرٌ إلا ويَدُ اللهِ بيَدِهِ يَرْفَعُهُ[1]
المروءة: العفـة وقيل: أن لا تفعل في السر أمراً، وانت تستحيي أن تفعله جهراً. والعثرات: الزلات[2].
والمعنى المستفاد من هذه الحكمة: أن ذوي المروءات وأصحاب المواقف الجليلة، عندما يعثرون ويقعون في الزلل، ينبغي تذكر مواقفهم والصفح عنهم لأجلها. لأن لهم جاهاً عند الله سبحانه وتعالى. وفي ذلك تشجيع على عمل المعروف وإكرام أهلـه، فهم يحظون بالعناية الإلهية جـزاء عملهم الحسن. وقال البحراني في المصباح: (استعار لفظ اليد لعناية الله تعالى وقدرته).
ومن الثابت أن اللطف الإلهي أسبق في الحضور. لعلمه المسبق سبحانه وتعالى بالعثور. وأن القدرة الإلهية تحتم تقديم يد الله سبحانه، على يد العاثر، في الحضور والعناية. كما أن الآية الكريمة: ﴿يَدُ الله فَوْقَ اَيْدِيْهِم﴾[3]، تعزز رواية (... ألا ويد الله بيده …) التي رجحناها في المتن على رواية (.. ألا ويد الله ترفعه) الواردة في شرح الغرر، إذ يوجد تماثل أسلوبي بين لفظ النهج ولفظ القرآن الكريم.
وأن رواية شرح الغرر (… ترفعه) يفهم منها أن اليد هي الرافعة، في حين أن الله سبحانه، إنما وصف باليد مجازاً، ولذا فرواية (يرفعه) أنسب)[4].

الهوامش:
[1] رويت في شرح الغرر 2/195 باختلاف يسير (.. الا ويد الله ترفعه) مكان (يرفعه)، ورويت بلفظ المتن في: المنهاج 3/145، والترجمة 2/273، والحدائق 2/ 606، وشرح ابن أبي الحديد 18/152. وشرح البحراني 5/145، والمصباح ص581.
[2] اللسان: (عفف).
[3] الفتح /10.
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص44-45.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2713 Seconds