شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (24) قال عليه السلام: ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيئاً إِلاَّ ظَهَرَ في فَلَتَاتِ لِسانِهِ وصَفَحاتِ وَجْهِهِ

821 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-01-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيئاً، إِلاَّ ظَهَرَ في فَلَتَاتِ لِسانِهِ، وصَفَحاتِ وَجْهِهِ([1]).

 المقصود من هذه الحكمة أن الإنسان مهما حاول إخفاء شيء من سلوكه وأفعاله واعتقاده فإنه يظهر بطرق عديدة، وهذه الحكمة ربما تذكرنا بقول زهير بن أبي سلمى:

ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ                    وإِنْ خَالَهَا تَخْفَىَ عَلَىَ النَّاسِ تُعْلَمِ([2])

إلا أن ثمة فرقا بين القولين، فالشاعر يعني الأخلاق التي قد لا تظهر، في حين يريد الإمام ما يضمره الإنسان في نفسه .
 وفي ما يخص الرواية، فإن في رواية (أظهره الله) الواردة في شرح مائة كلمة بعدا دلاليا. لأن (أظهره أدخله في الظهيرة([3]). وأن الروايات الثلاثة هي لشارح واحد هو البحراني، إذ روى في الشرح و المصباح: (إلا ظهر في)، و روى في مائة (إلا أظهره الله). لذا أهملنا الرواية الثالثة (إلا أظهره الله).)([4]).

الهوامش:
([1]) رويت في شرح مائة كلمة 1/211: (... إلا أظهره الله....). ونحو ذلك في التنميق (شرح مائة كلمة 2/ 45)، وفي مطلوب كل طالب (شرح مائة كلمــة 3/ 55). ورويت بلفظ المتن في: الدستور ص 22، والحدائق 2/184، وشرح الغرر 7/172 والمنهاج 3/185، وأعلام النهج ص295، والترجمة 2/115، وشرح ابن أبي الحديد 18/175، والمعارج ص 403، وشرح البحراني 5/ 148، والمصباح582.
([2]) ديوانه: ص88.
([3]) اللسان: (ظهر).
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص49-50.