شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (27) قال عليه السلام: إِذَا كُنْتَ فيِ إِدْبَار وَالمَوْتُ فيِ إِقْبـَالٍ فَمـَا أَسْرَعُ المُلْتَقَىَ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (27) قال عليه السلام: إِذَا كُنْتَ فيِ إِدْبَار وَالمَوْتُ فيِ إِقْبـَالٍ فَمـَا أَسْرَعُ المُلْتَقَىَ

378 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-02-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: إِذَا كُنْتَ فيِ إِدْبَار وَالمَوْتُ فيِ إِقْبـَالٍ فَمـَا أَسْرَعُ المُلْتَقَىَ ([1])
المعنى المستفاد من هذه الحكمة أن الإنسان يسعى نحو الموت حين يقطع الليالي والأيام، وهو معنى إدبار الإنسان وإقبال الموت. يعني تسارع الزمن، والغرض الآخر تأكيد على ضرورة أن يتنبه الإنسان على اللقاء الوشيك بينه وبين أجله المحتوم. وهو كما قال البحراني في شرحــه: (جذب بإقبال الموت ولقائه إلى الاستعداد له ولما بعده من الأعمال الصالحة). وأشار في المصباح إلى أنه (عليه السلام): (أراد ما يعقل من إدبار الإنسان في قطع منازل العمر عن أوله، ومن وصول فنائه إليه بحسب توجهه إليه).
ولعل أغلب نصوص النهج تنحو هذا المنحى في التذكير بالرحيل إلى الآخرة وضرورة الاستعداد له)([2]).

الهوامش:
([1]) رويت دون خلاف في: العيون ص 132، والدستور ص21، وشرح الغرر 7/372، والترجمة 2/417، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 185، وشرح البحراني 5/ 130، والمصباح ص589.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص53.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2571 Seconds