اهل البيت مكانتهم وفضلهم وموقف الامة منهم في نهج البلاغة

الإصدارات

اهل البيت مكانتهم وفضلهم وموقف الامة منهم في نهج البلاغة

8K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-05-2019

يُعد كتاب نهج البلاغة، المتضمن خطب ومراسلات وحكم ومواعظ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبj الذي جمعه الشريف الرضي أبو الحسن محمد ابن الطاهر الموسوي نقيب الطالبيين المولود في بغداد سنة (359هـ/969 م) والمتوفى فيها سنة (406هـ/1015م) أحد المصادر التي تناولت ذكر تفاصيل عن حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الذين جاء ذكرهم في آية التطهير في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾[1].
وقد جاء ذكر أهل البيت عليهم السلام في مواضع كثيرة من كتاب نهج البلاغة ولأغراض مختلفة وهو في الأغلب يركز بشتى الأساليب على أفضليتهم المطلقة وأولويتهم بالكتاب والسنة وتطبيقها، وأحقيتهم بالإتباع والطاعة، وأردنا أن نبين مكانة أهل البيت عليهم السلام في أقوال الإمام علي عليه السلام وخطبه ورسائله في كتاب نهج البلاغة، وبناء على ذلك وقع اختيارنا لكتابة دراسة أكاديمية بهذا الخصوص حملت عنوان:
«أهل البيت عليهم السلام مكانتهم وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة».
وتأتي أهمية هذه الدراسة التي لخَّصَت مكانة أهل البيت عليهم السلام وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة، إذ إن أحرف هذا الكتاب التي سُطرت قد نبعت عن أخي رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي بين الله تعالى مكانته في عدة آيات من القرآن الكريم، كما أورد رسول الله صلى الله عليه وآله العديد من الأحاديث الشريفة التي أشادت بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومكانته بين المسلمين، وما حديثه صلى الله عليه وآله إلا وحي سماوي بنص القرآن الكريم، إذ قال تعالى:
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىQإِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[2].
ولا يُعد كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي، الكتاب الأول الذي ذكرت فيه خطب أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظ، إذ أورد خليفة بن خياط (ت240هـ/854م) في كتابه (تاريخ خليفة) وابن قتيبة الدينوري (ت276هـ/889م)، في كتابه (الاخبار الطوال) واليعقوبي (ت292هـ/904م)، في كــتابــــه (تاريخ اليـعقوبي) والطـبري (ت310هـ/922م)، فــي كــتابـــه (تاريخ الرسل والملوك) والمسعودي (ت346هـ/957م)، في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر)، خطباً لأمير المؤمنين عليه السلام، إلا أن ما ميّز كتاب نهج البلاغة إنه قد انفرد عن ما سبقه من المصادر التي أشارت إلى بعض من كلام أمير المؤمنين عليه السلام بأنه كُرس لأن يكون سِفْرا حول بلاغة الإمام علي عليه السلام في مجالات عدة ولا يتعدى إلى غيره، وقد أشاد ابن أبي الحديد (ت656هـ/1258م)، الذي تصدى لشرح كتاب نهج البلاغة ببراعة تلك الكلمات الخالدة من خطب أمير المؤمنين بقوله: «إن كلام أمير المؤمنين عليه السلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة»[3].
الهوامش:
[1] سورة الأحزاب، آية 33.
[2] سورة النجم، آية 3-4.
[3] عز الدين بن عبد الحميد، (ت656هـ/1258م)، شرح نهج البلاغة، كلام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (ط2، بيروت، 2012م)، 1/17.

عدد مرات التحميل : 3817
المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.0877 Seconds