بقلم: د. نهاية جبر المحمداوي
الجامعة المستنصرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
أكد الإمام علي (عليه السلام) على أهمية العلم والتعليم وذلك من خلال ارشاداته ونصائحه فهو يؤكد وجوب ان يكون العقل والعلم توأمين وهذه النقطة مهمة للغاية فان الإنسان الذي يفكر ولكن معلوماته ضعيفة يكون كالمصنع الذي تكون فيه المواد الخام معدومة أو قليلة فان انتاجه سيكون قليلاً، لان الانتاج موقوف على وصول المادة الخام وكذلك المصنع الذي تتوافر فيه المادة الخام الا انه لا يعمل فانه يكون مشلولاً وغير منتجٍ.
وذلك ان العلم هو عملية الاخذ، وهو بمنزلة الحصول على المادة الخام واما العقل فهو التفكير واستنتاج واستخلاص وتجزئة وتحليل ثم يستند الإمام (عليه السلام) على هذه الآية ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾([1])([2]).
واكد أيضا على اهمية العقل في الممايزة والتشخيص، حيث يقول الإمام (عليه السلام): (الحلم غطاء ساتر والعقل حسام قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك)([3]).
وفي مجال التجارب التي هي كالإنذار للنفس الإنسانية فهي توقظ الفكر والعاطفة والارادة لكي تتلقى الأمور على حقيقتها ومعرفة قربها وبعدها من الثوابت السلوكية الصالحة وهي تمحيص للنفوس لتتجلى لها الحقيقة كما هي ولها تأثير واضح على التنمية العقلية وهي بدورها عامل مهم من عوامل التربية التي تجعل الإنسان يتقدم اشواطاً نحو القرب من الاستقامة والرشاد.
قال الإمام علي (عليه السلام) (العقل غريزة تربيها التجارب)
وقال (العاقل من وعظته التجارب).
وفي التجارب يكمن العلم ويترقى الإنسان في تعلمه ومن ثم رشده واستقامته قال الإمام علي (في التجارب علم مستأنف، والاعتبار يفيدك الرشاد) وقال (الاعتبار منذر صالح)([4])([5]).
الهوامش:
([1]) سورة العنكبوت آية (43).
([2]) (مطهري 2000، ص27)
([3]) بيضون،1417هـ، ص697.
([4]) العذاري،2005، ص18.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الإرشاد في فكر الإمام علي عليه السلام، للدكتورة نهاية جبر المحمداوي، ص64-66.